الجمعة، 12 مايو 2017

مع المرضى

حريتك في اختيار خطة العلاج للمريض لاتتوقف عليك فحسب ولا على معلوماتك الطبية و لا على قدرتك على تقييم الحالة تقييما شاملا فحسب ، هناك معطيات وعوامل لابد من الأخذ بها أثناء إختيار خطة العلاج ، أولى هذه العوامل هو المريض و مستواه العقلي و الثقافي و قدرته النفسية على التعامل مع الوضع و الاقتناع بحقيقة أنه مريض و حقيقة أنه بحاجة إلى العلاج و حقيقة تحسنه من عدمه في نهاية المطاف ، ثاني العوامل و أشدها تأثيرا ربما أكثر تأثيرا من المعطى الأول هو أهلية المريض و مرافقيه ربما في بلد مثل مصر يكون هذا المعطى عقبة أكثر منه عاملا مساعدا إلا فيما ندر هؤلاء المرافقون هم فعلا من يقفون في طريقك ربما احتجت أن تنال ثقتهم أكثر من حاجتك إلى نيل ثقة المريض ، إذا صنفتهم فهناك المرافق الذي لا يمتلك أي خلفية طبية على الاطلاق هذا النوع هو عملة نادرة و إذا لم تستطع نيل ثقته فهذا ضعف عظيم في قدراتك كطبيب ، النوع الثاني هو الطبيب الجزئي وهذا أسوأ كوابيسك أصحاب المعلومات الطبية المجتزئة رواد المواقع الطبية على الشبكة العنكبوتية . الذين يقيمون عملك بناءا على ما استقوه من معلومات من مواقع أكثرها يبث معلومات خاطئة لا يعلمون أن لكل حالة وضعها و أن ما يصلح للمريض صاحب الحالة الذي شارك تجربته على النت ربما لا يصلح لمريضهم هؤلاء لا تحاول إقناعهم بل اتبع معهم سياسة الإقصاء ، ثالث الأنواع هو المرافق الطبيب أو زميل مهنتك غالبا ما يكون عونا لك في خطتك في أكثر الأوقات .
استكمالا للعوامل  المؤثرة : العامل الثالث يتوقف على إمكانيات المكان الذي تعمل به وقدرته على تنفيذ خطتك العلاجية ولا يحتاج إلى توضيح أكثر من المثل المصري : يا مستنية السمنة من بطن النملة لانتي طابخة ولا عاملة 😂😂

آخر العوامل هو ما نوهت له في بداية التدوينة : أنت ... كطبيب و كشخص ، كطبيب مطلوب منك استمرار الاطلاع و المتابعة كما هو الحال مع كل الأطباء ، مطلوب منك تنمية مهارتك في التواصل مع المرضى مطلوب منك أن تخاطب الناس على قدر عقولهم مطلوب منك إيصال و تبسيط المعلومات الطبية لهولاء الذين لا يعلمون شيئا عن الطب أما على مستواك الشخصي فحاول أن يتسع صدرك للجميع و أن لا تجعل مشاكلك الشخصية تؤثر على تعاملك مع مرضاك كما هو واجب عليك ألا تجعل مشاكل مرضاك تؤثر على حياتك الشخصية ، أيضا حاول أن يكون مظهرك وكلامك باعثا للثقة في المريض مطمئنا لأهليته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق